تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

4244 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَالْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَجْلَانَ، عَنْ الْقَعْقَاعِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "إِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا أَذْنَبَ، كَانَتْ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ فِي قَلْبِهِ، فَإِنْ تَابَ وَنَزَعَ وَاسْتَغْفَرَ صُقِلَ قَلْبُهُ، فَإِنْ


= وأخرجه النسائي في "الكبرى" (11811) من طريق أبي عامر العقدي، عن سعيد بن مسلم بن بانك، بهذا الإسناد.
وهو في "مسند أحمد" (24415)، و "شرح مشكل الآثار" (4006) و (4007)، و"صحيح ابن حبان" (5568).
وفي الباب عن سهل بن سعد عند أحمد (22808) بإسناد صحيح بلفظ: "إياكم ومُحَقراتِ الذنوب، فإن مثل مُحَقَّرات الذنوب كقوم نزلوا بطن وادٍ، فجاء ذا بعود وجاء ذا بعود حتى أنضجوا خبزتهم، وإن مُحَقراتِ الذنوب متى يؤخذ بها صاحبها تهلكه".
وعن ابن مسعود عنده أيضًا (3818) بسند حسن في الشواهد أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: "إياكم ومُحَقراتِ الذنوب، فإنهن يجتمعن علي الرجل حتى يهلكنه" وإن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ضرب لهن مثلًا: كمثل قوم نزلوا أرض فلاةِ، فحضر صنيع القوم (طعامهم)، فجعل الرجل ينطلق، فيجيءُ بالعود والرجل بجيء بالعود حتى جمعوا سوادًا، فاججوا نارًا، وأنضجوا ما قذفوا فيها.
المحقَّرات: بفتح القاف المشددة الصغائر: ونقل المناوي عن العلائي: أن مقصود الحديث الحث على عدم التهاون بالصغائر ومحاسبة النفس عليها، وعدم الغفلة عنها، فإن في إهمالها إهلاكه، بل ربما تغلب الغفلة على الإنسان، فيفرح بالصغيرة، ويتبجح بها، ويَعدُّ التمكنَ منها نعمةً غافلًا عن كونها وإن صغرت سببًا للشقاوة حتى إن من المذنبين من يتمدح بذنبه لشدة فرحه بمقارفته فيقول: أما رأيتني كيف مزقت عرضه، ويقول المناظر: أما رأيتني كيف فضحته وذكرت مساوئه حتى أخجلته، وكيف استخففت به وحقرته، ويقول التاجر: أما رأيت كيف روجت عليه الزائف، وكيف خدعته وغبنته، وذلك وأمثاله من المهلكات.

<<  <  ج: ص:  >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير